الاثنين، 14 يونيو 2010

العيسوية إدارياً قبل حرب الأيام الستّة (1967-1949)


بسم الله الرحمن الرحيم
تقدمــــــــــــــــــــــــــــة
بعد انتهاء حرب الاستقلال تم تقسيم أورشليم القدس بين إسرائيل والأردن.
و قام موشِيه دَيان، قائد منطقة أورشليم القدس،
وعبد الله التل، الحاكم العسكري الأردني في القدس

بتحديد خطوط الهدنة في تشرين الثاني نوفمبر 1949.
وبقيت مناطق بين الخطوط التي رسمها الجانبين بأراضٍ لا يملكها أحد
. المعروفة بـِ " المنطقة الحرام "
وأصبحت المنطقة المحيطة بأرمون هَاناتسيف (مقر المندوب السامي البريطاني سابقًا)
تحت سيطرة الأمم المتحدة ،
فيما أصبح جبل سْكوبوس جيبًا إسرائيليًا
شمل الجامعة العبرية ومستشفى هداسا
وكذلك رسميًا قرية العيسوية.
وأقرّ الطرفان هذه الخارطة في نيسان إبريل 1949
في اتفاقية الهدنة التي وُقّّعت في رودس. وكانت أقصى نقطة في الغرب التي تفصل شطري المدينة
في مداخل حي المُصرارة، قرب منزل عائلة مَاندِيلبَاوْم ولذلك أطلِق عليها اسم "بوابة ماندِلْ

إدارياً : كانت تحت سيطرة النظام الأردني
القضاء والقانون والمتابعة
عن طريق مخاتير القرية

وتحصيل الضريبة السنوية بقيمة 5 قروش أردنية " 50 فلس " عن كل دونم
عن الأراضي الخاصة
عن طريق موظف من القرية
والولادة الطبيعية تتكفل فيها داية متمرسة عجوز من القرية
والمواليد تسجل لدى مختار القرية أو شيخ المسجد
والحالات المستعصية بعد محاولات من الداية وعجزها يتم نفلها للمستشفى الحكومي
وهناك حصلت حالات وفاة بين يدي الداية

الصحة والإسعافات الأولية :
كانت ممرضة تعالج الإسعافات الأولية وتدق الإبرة على الطريقة القديمة
وذلك بغلي الإبرة بعد كل إستعمال بالماء الساخن لتعقيمها
وطلبة المدرسة كان ييتم تحويلهم جماعات ومشياً على الأقدار في الحالات المرضية البسيطة
والحالات المستعصية يتكفل بها الأهل بالذهاب للطبين مقابل كشفية
أو التحويل عند الضرورة للمستشفى الحكومي بالمجان
ويجدر بالذكر كان معظم أهالي القرية يعتمدون الأعشاب والرقية ونحو ذلك
وحالات الكسر يتكفل بها مجبر عظام متمرس من أهل القري أو محيطها
ولدغ الأفعى والعقرب والنحل والدبابير كانت تعالج بربط العضو وجرح مكان اللدغ
ودهكه بالثوم ويسقى الملدوغ الحليب
وقد يحول للمستشفى وهناك حصلت وفيات نتيجة الإهمال

القضاء العشري له أهمية كبرى لحل المشاكل قبل وصولها للشرطة وللمحاكم

الهوية الشخصية والجواز الأردني : كانت تعطى لطلبة المدارس
وللموظفين فقط ولمن هو معني لمغادرة القرية خارج الأردن
وخاتم المختار معتمد لدى الدوائر الرسمية في المعاملات
التعليم : كان التعليم يتم في المسجد"الكُتّاب " كما يقال مقابل إحضار "جاجة وكماجة "
دجاجة ورغيف طابون أو بقوليات وقمح أو شعير ونحو ذلك
ومن ثم يذهب الطلبة لتكملة تعليمهم الإبتدائي لخارج القرية
" الطور - جبل الزيتون" والمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدينة القدس الشريف
والمرحلة الجامعة خارج فلسطين

فتح مدرسة إبتدائية للبنين "مختلطة " عام 1956
تابعة لوزارة التربية والتعليم الأردنية في محافظة القدس الشريف

مجلس بلدي مرخص من قبل محافظ مدينة القدس الشريف

خدمات البلدية : لم توفرها بلدية القدس
فكانت تحرق الفضلات أمام بيت كل واحد من سكان القرية حيث كانت الأراضي واسعة
ويجدر بالذكر بأن مدير المدرسة الإبتدائية حتى عام 1962
كان ينظم حملة تنظيف لشوارع القرية لجميع الطلاب والطالبات في المدرسة
وكانت كل حارة تنظف حارتها ليكن يوم الجمعة يوم نظيف
وكانت كل نساء القرية يحرصن على نظافة حاراتهم
خوفاً من بهدلة مدير المدرسة لهن ولا غرابة في ذلك
فلم تكن الطرق معبدة بل ترابها حور أو صوان

المجاري : لم توفرها بلدية القدس حيث كانت كل حارة أو كل بيت يحفر حفرة
أمام بيته ويعمل عليها تخشيبة أو طوب وبابها من الخيش
ويجدر بالذكر بأن بلدية القدس في بداية الستينات واقتراب الإنتخابات
إستعدت لتعبيد الشارع الرئيسي على أن يتولى سكان القرية
بإدارة المجلس المحلي للقرية لإحضار الحجارة لرصف الشارع حسب الطريقة القديمة
ولم يكن آنذاك يستعمل "الباسكورس "
فتطوع شيوخ وشباب القرية للرصف يدوياً ليحضر كل واحد شاكوشه لتكسير الحجارة
وتحت إشراف مقاول الزفته للرصف حسب مواصفات بعرض 3,5 متر
وعندما وصل الرصف لحدود " المنطقة الحرام "
نزل جيش يهود من هداسا فأزالوا جزء من رصف الحجارة بطول 65 متر
فرغم أننا بلغنا الحرس الوطني الأردني حيث فالوا لناخلال نصف ساعة سنطردهم
ولكنهم للأسف لم يحركوا ساكناً

الكهرباء : لم تكن متوفرة حتى أوائل الستينات
حيث تطوعت مجموعة من الشباب لجمع مبالغ من سكان القرية لتغطية النفقات
وبإتفاق مع شركة كهرباء القدس تم تمديد الأعمدة وتوصيل الكهرباء
وتركيب الساعات لمن يرغب وعنده الإمكانية في سحب الكهرباء لبيته

ويجدر بالذكر بأن أهالي وسكان القرية كانوا يستعملون لمبة الكاز نمرة 2 ونمرة 3 ونمرة 4
أو اللوكس والفانوس مع الكاز والشمعة وفتيلة زيت الزيتون

فكانت الناس تنام مع غياب الشمس لإنعدام الكهرباء
فكان البعض ممن لديهم القدرة يستعملون البطارية لإضاءة البيت فقط وهذا مكلف

الطبخ للطعام...... ونحو ذلك عن طريق نار الحطب أو بابور الكاز نمرة 2 , 3 , 4
أو وقد الجلة أو الجلالة " روث البقر " يخلط " بالقصول "التبن الزائد من طعام الحيوانات"
وبعد عجنه باليد توضع كتل منه على الجدار الحجري" السنسلة " ليجف ثم يستمل مكان الحطب

الفرن "الخبيز " : قبل أوائل الستينات بواسطة الطابون البلدي المصنوع من الحور مع القصول
الذي يحمى يومياً بزبل البهائم الجاف والقصول كذلك
وفي بداية الستينيات تم بناء فرن بلدي على الحطب مع تواجد الطابون البلدي

التدفئــة : على كانون الفحم ونار الحطب وصوبة الكاز لمن يستطيع

الميـــاه : لم تكن خطوط مياه متوفرة حتى أوائل الستينيات
فمجموعة الشباب المتطوع عمل على تمديد خط المياه
تماماً كما عمل على غرار تمديد الكهرباء
فكان عدد قليل يستعمل الآبار وتباع مياهها لمن لا يتمكن من حفر البئر
وكانت هناك عدد من الآبار للقرية بعيدة عن مواقع السكن
فمن يتمكن من توفير دابة مع قفص حديدي على ظهر الدابة كان يوفر حاجته اليومية
كما فكانت الأهالي تحضر المياه من عين أم الدرج بسلوان له وللدواب وللمواشي والزراعة البيتية
وإحضرت المياه من آبار المسجد الأقصى أو من خط عين فارة المزود الوحيد لمدينة القدس آنذاك

المواصـــلات : لم تكن متوفرة حيث كان في بداية الستينيات 3 سيارات تاكسي 5 ركاب فقط شخصية
وسيارة مرسيدس 7 ركاب واحدة وشخصية " نقل بالأجرة "
فكانت وسيلة النقل المعتمدة الدواب الخاصة " الحمار البلدي أو الحمار القبرصي أو البغل "
أو من خلال الحمارة والعربات المجرورة بالحصن ممن ينقلون الأغراض بالأجرة
لجلب الحاجيات للقرية من القدس الشريف وضواحيها
ومن المدن والقرى البعيدة أوتحمل على الأكتاف والظهر مشياً على الأقدام
ويجدربالذكر في أوائل الستينيات خصصت شركة باصات الشيخ جراح
باص واحد لنقل الركاب والحاجيات من القدس الشريف

فبعد العصر يغلق جنوج يهود الطريق الوحيدة الموصلة للقدس الشريف قرب هداسا فلا تتمكن السيارات
ولا حتى المشاة من المرور إلا عن طريق وعره للعيزرية شرق البلدة ومن ثم لراس العامود بعيد عن القدس
ويجدربالذكربأن نقل المرضى ومن يجيئها المخاض للولادة يتم نقلها على الدابة
وقد يتم حضور سيارة جيب هيئة الأمم بعد ساعات من الإتصال معه عن طريق مختار القرية
كما ويمنع الجنود اليهود الجندي والشرطي الأردني من دخول القرية بلباسمه العسكري

الهاتف والبريد : على ما أعتقد إن لم تخني الذاكرة لم يكن متوفر سوى هاتف واحد
لدى مختار القرية وفي أوائل الستينيات والبريد عن طريق المختار على الأغلب

العمل ومصدر الرزق والطعام: عن طريق النباتات والأعشاب البرية
الخبيزة واللفيتة والحويرنة مع اللبن وتربية الدواجن والمواشي
والزراعة البدائية بأنواعها وبإكتفاء ذاتي
للقمح والشعير والعدس والحمص والذرة والكرسنة للدواب
وزراعة الخضروات بأنواعها
وأشجار الزيتون والتين والرمان والعنب والخروب والمشمش والبرقوف
وكذلك العمل في البناء والقصارة والكحلة
وعدد قليل لا يتجاوزون العشرات يعملون في التعليم والدوائر الرسمية والفنادق
وعمال في بلدية القدس للنظافة وفي الجيش الأردني والشرطة والحرس الوطني والتجنيد الإلزامي "براتب بسيط جداً

التموين للحاجات الأساسية : من سوق القدس كالسكر والأرز واللحم
والقرطاسيات والمحروقات والملابس وأثاث البيت ونحو ذلك
وقد تتوفر داخل القرية في بقالة صغيرة
وقد تتوفر مع بائع متجول على الدابة أوعربة مجرورة

حارس أملاك العدو : " المنطقة الحرام + مساحات شاسعة تحيط بهداسا والجامعة العبرية
حيث التلة الفرنسة وواد الجوز ومستشفى المطلع " أُغوستا فكتوريا "
وراس السلم حيث الرادار ومحطة الجيش "غيلي تساهل "
تستغل للزراعة ورعي المواشي فقط ويمنع البناء فيها



للمزيد تابع المواضيع اللاحقــــــــــــة والأقدم أدناه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق